Duration 7:14

فيتامين ب6 (Vitamin B6)، قليلُه مفيدٌ جدَّاً.. وكثيرُه ضارٌّ جدَّاً الولايات المتحدة الأمريكية

51 143 watched
0
676
Published 2020/08/19

لقراءةِ المقال، انقر على الرَّابطِ التَّالي: http://drammarmansour.com/mat/arabic/motfrekat/Vitamin% 20B6.pdf مسألةُ اليوم هو فيتامين B6. وجوهرُ المسألةِ هو أنَّ القليلَ منه مفيدٌ، وأمَّا كثيرُهُ فضارٌّ. والمسافةُ ما بين الأمانِ والضَّرر قصيرةٌ نسبيَّاً، سهلٌ تجاوزُها. واليومَ، سأسمحُ لنفسي بمخالفةِ المعهودِ المألوف. ومن النَّتائجِ والتَّوصيَّاتِ سأبدأ، أنصحُ فيها عامَّةَ النَّاسِ من غيرِ المُختصِّين. ومن ثمَّ في المتن والتَّفصيلِ أختُم، أقدِّمُ الدَّليلَ على ما أقولُ وأعرضُ للمُختصِّ العاملِ على صحَّةِ النَّاسِ بعضَ الدُّفوعاتِ والبراهين. في النَّتائجِ والتَّوصيَّاتِ أقول، لا تهتمُّوا كثيراً لأمرِ فيتامين ب6. وتجنَّبوا ما استطعتم الغوايةَ والتَّضليلَ في هذا الخصوص. ففيتامين ب6 موجودٌ بكثرة في غذائكم. هو في لحومِ دجاجِكم وغيرِه من طيورِكم الدَّاجنة، موجودٌ في السَّمك.، في اللحومِ الحمراء، في الموزِ. هو موجودٌ بوفرةٍ في الخضار النَّشويَّة (مثل البطاطا، البازلاء، الفاصولياء، العدس، الحمص، الجزر الأصفر، اليقطين، الذرة، الجوز). وبكميَّاتٍ اعتباريَّةٍ تفي بالغرضِ وتزيد. هذا من جهةٍ. ومن جهةٍ ثانية، اعلمُوا أنَّ فيتامين ب6 الدَّوائيَّ قد تكون له نتائج معاكسة وضارَّة جدَّاً لأجسامكم. لذلك أوصيكم ونفسي باعتمادِ الطَّبيعةِ وتركِ الجسم يتدبَّر أمرَه على ما تعوَّده منذ زمنٍ طويلٍ. هذه أمنيةٌ، ولو كنت أملك سلطةً معنويَّةً أم وضعيَّةً لجعلتُها فرضاً لازماً لعظيمِ القلقِ من خطرِ هذه المُستحضراتِ الصُّنعيَّةِ على صحَّةِ الإنسان. هذا ما يخصُّ العامَّةَ من غيرِ المُختصِّين. إنِ اكتفيتُم فحسبكم هذا. إمَّا إن أردتم المزيدَ أو كنتم ممَّن يحبُّون إرهاقَ الفكرِ بالتَّفاصيلِ فانضمُّوا إليَّ في خطابي للمُختصِّين. وإليهم أقول: أوَّلاً، لا خوفَ من سميَّةِ فيتامين ب6 مادامت مصادرُه هي الطَّبيعةُ. لكنَّ الخطرَ يكمن في تناوله على شكلِ مُتمِّماتٍ غذائيَّةٍ ولفتراتٍ طويلة. حينها ينقلبُ السِّحرُ على السَّاحرِ. فلا نجني من وراء الإصرارِ على تعاطيهِ إلَّا الضَّررَ وخيباتِ الرَّجاء. والسَّبب يكمنُ في أنَّ المُتمِّماتِ الغذائيَّةَ لا تحتوي إلَّا على الشَّكلِ غيرِ الفعَّال من فيتامين ب6 ( Pyridoxine Hcl) وبكميَّاتٍ كبيرةٍ . وثانياً، تخزين فيتامين ب6 في الجسمِ ضعيفٌ نسبيَّاً. وثالثاً، نصفُ عمره الحيويُّ مديدٌ يبلغ ثلاثةَ أسابيع. لذلك كلِّه يبقى واردُ فيتامين ب6 سابحاً في دمِ المريضِ مستبيحاً أنسجةِ جسمِه وهو على شكلِه غيرِ الفعَّال ما يزال. فالواردُ منه كبيرٌ يفوقُ بكثيرٍ قدرةَ الجسمِ على تحويله إلى الشَّكل الفعَّال (Pyridoxal Phosphate) العاملِ الوحيدِ في الجسم. حينها يدخلُ الشَّكلُ الفاعلُ والمفيدُ من الفيتامين مع الشَّكل الخامل غيرِ المُفيدِ منه في صراعٍ على المستقبلاتِ. والنَّتيجة سيطرةُ العددِ على الكفاءةِ، فيحتلُّ الشَّكلُ غيرُ الفعَّالِ من فيتامين ب6 معظمَ المُستقبلاتِ المخصوصةِ لعملِ الفيتامين. والنَّتيجة النِّهائيَّةُ قصورٌ كليٌّ في الأداء ويكون الشُّعورُ بأعراضِ عوزِ فيتامين ب6 من تعبٍ وإعياء، من ألام ناخزة في الأطراف، من هزعٍ واضطرابِ تنسيقِ الحركة، من قلقٍ ، وحتى اكتئاب، من غثيان وآلامٍ شرسوفيَّةٍ، من حساسيَّة للضِّياء، إضافة لظهورِ أمراضٍ جلديَّةٍ مؤلمة. ويتعمَّقُ الخللُ الوظيفيُّ تدريجيَّاً حين العنادِ ومواصلةِ تعاطي مُستحضراتِ فيتامين ب6. ثانياً، فيتامين ب6 يجمع بين هامَّين اثنين؛ أوَّلُهما الأهميَّةُ لأجسامنا وثانيهُما التَّوافرُ الكبيرُ في الطبيعة. في تفصيلِ الأولى أقول. فيتامين ب6هامٌّ لعمليَّاتِ الاستقلابِ الحيويِّ في الجسم. هو عاملٌ في أكثرِ من مئة أنزيم. وبعضُهم أحصى ما يناهز مئةً وخمسين أنزيماً هو الأساسُ المساعدُ في جميعِها. هو يساعدُ على استقلاب السُّكريَّاتِ، الشُّحومِ، والبروتينات، وتالياً على إنتاجِ الطَّاقةِ الضَّروريَّةِ لأبداننا. هو هامٌّ لإنتاجِ الكريَّاتِ الحمراء، وهو هامٌّ من أجلِ وظيفةٍ طبيعيَّةٍ للدِّماغ أيضاً. وأمَّا في تفصيلِ ثانيهما فأقول. أنَّ فيتامين ب6 متواجد في الطبيعةِ في كثيرٍ من المصادر الحيوانيَّة ِوالنَّباتيَّة كما ذكرنا سابقاً. فأيَّاً يكن نمطُ غذائك، وحالُك الاقتصاديُّ، فإنَّك حاصلٌ لا شكَّ على نصيبٍ وافٍ من فيتامين ب6. لذلك نادراً ما تنخفض مناسيبُه في أجسامنا مادامت الطَّبيعةُ سخيَّةً، ومادام جهازُنا الهضميُّ فعَّالاً ووظيفيَّاً. ثالثاً، ألفتُ الانتباهَ إلى بعضِ الاستثناء حيث يكون سوءُ الامتصاص السِّمةَ الغالبة؛ كأسواء الامتصاص على أنواعها، الدَّاء الزلاقي، القصور الكلويِّ، الكحوليَّةِ المزمنة، أو بعض الحالات الوراثيَّة كبعض انواعِ فقر الدم مثل Sideroblatic Anemia، هنا فقط يمكن الاستعانةُ بشركاتِ الأدويةِ لنحصلَ على ما نحتاجه من فيتامين ب6 على شكل حقنٍ عضليَّة أو وريدية ولفتراتٍ قصيرة. لا فمويَّةٍ كما يحلو لبعضنا، مادامت المشكلة هي في سوء الامتصاص فلنلجأ إلى الطرق البديلة كالحقن العضلي أو الوريدي. رابعاً، أشيرُ إلى فعلِ فيتامين ب6 في تسكين الألم. هو فعلٌ حقيقيٌّ وغايةٌ نبيلةٌ، لكنَّ السَّبيلَ إليها هو السُّمُّ بعينه. فإعطاء فيتامين ب6 بجرعاتٍ عالية، ولفتراتٍ طويلة يسيءُ إلى النَّقلِ العصبيِّ في الأليافِ العصبيَّةِ على اختلافِ أنواعها. فيتباطأ النَّقلُ العصبيُّ فيها، وتقلُّ الكفاءةُ في نقل جميعِ الإحساس ومنه الإحساس بالألم. والمقابل، قلقٌ، وهزعٌ، وشواشٌ في الحسِّ، وغيرُها كثير. هنا الميزان دقيقٌ، فإمَّا مكسبٌ وحيدٌ والخسائرُ بالجملةِ، وإمَّا الألمُ. الأخطاء كثيرة على ما أعلم، بعضُها يمرُّ ما من مشكلة. لكنَّ بعضَها الغالبَ خطيرٌ على الصِّحَّةِ. هي خادعةٌ، تمنحُ الشُّعورَ بالاكتفاء لكنَّها وللأسفِ دون ذلك بكثير. لذلك والحالةُ هذه، انطلقتُ ساعياً في محاولةٍ منِّي لتحريكِ الرَّاكدِ وتنشيطِ الفكرِ. وكما أقول دائماً شرفُ الوثبةِ أن تُرضي العلا.. أصابَ الواثبُ أم لم يبلُغِ.

Category

Show more

Comments - 103