Duration 28:19

خطلة الإبل في وادي عربوت | محافظة ظفار | سلطنة عمان الولايات المتحدة الأمريكية

218 523 watched
0
2.5 K
Published 2020/05/21

ظَفار.. يَا أرضاً أَثقَلَت أَرفُفَ التَارِيخِ بِأَحداثِها وأَشغَلَت عُقولَ الحَضاراتِ بِأَسرارِها وحيَّرَت بطليموس وابنَ بَطُوطَةَ فِي وَصْفِها، يا مَنْ قِيلَ عَنها: وأَنفاسُ الصَّبا تَلقىَ ظَفاراً أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أنفاسِ نَجدٍ أَحِنُّ حَنِينَ إِلفٍ فِي هَوَاها كَأَنَّ ظَفارَ قَد مُزِجَت بِشَهْدٍ. فظفارُ مآثرُ حضاريةٌ مرَّت علَى عدةِ أقوامٍ، فكانتِ الإبلُ رفيقاً لهم وأحدَ العواملِ الرئيسيةِ المساهمةِ بأحداثِها التاريخيةِ، والرابطَ المهمَ مع شعوبِ العالمِ المتعاقبةِ، فهي التي حَملَت على ظهورِها خيراتِ ظفارَ لِتَعْبُرَ بها مشارقَ الأرضِ ومغاربَها ، وتجلبَ كذلك في عودتِها ما تنتجُهُ تلكَ الشعوبُ، فهَذا رَزَفُها في وقتِنا الحاضرِ يُسمَعُ صَداهُ فِي ظَفارَ كَأَنَّها تُعْلِمُ سَاكِنِيهَا باِنتِهاءِ فَصْلٍ ودُخُولِ آخَرَ، أَيْ الخَرِيفِ والصّربِ بحِسابِهَا الفَلَكيِّ، لِتُساقَ إلىَ وادِي عربوت أَحَدِ أَكبَرِ أَودِيَةِ ظَفارَ وأَخصَبِها، لِيَرتَوِيَ حَنِينُها مِن تِلكَ الرُّبُوعِ التِي سُقِيَت بِالأَمطارِ المُوسِمِيّةِ،حَيثُ حُبِكَت تِلكَ التَفاصِيلُ بَينَ حَفِيف الإبلِ وقَومٍ اِستَنَدَت جِبالُهُم بِعِزّتِهِم لِتَروِيَ لَنا حِكايَةً لا يَفهَمُها إلّا مَن تَعايَشَ مَعَ تِلكَ الدُرُوبِ المُسمَّاةِ بِخَطلَةِ الإبِل فبَعْدَ مُكُوثِ الإبلِ فِي السُهُولِ بَعِيداً عَنِ الجِبالِ لِمُدّةِ تَتراوَحُ بَينَ ثلاثةِ أشهُرٍ ونَيفٍ أَوْ أقلّ ، وذَلِكَ نَظَراً لِلأَمطارِ والضَبابِ التِي أَسكَنَتها الرِّياحُ المُوسِمِيّةُ هُناكَ لِفَترَةٍ مِنَ الزَمَنِ وكَذَلِكَ لِعَدَمِ اِستِطاعَةِ الإبلِ مُجارَةَ رُطُوبَةِ الأرضِ فِي مَمْشَاها فهَا هِيَ جُمُوعُ الإبلِ تَخْطُو خُطَاها بِعْدَما أَرْخَى فَصْلُ الصّربِ جَدائِلَهُ كَضَيفٍ مُعتادٍ تَتلَهَّفُ إِلَيهِ الأنفُسُ وتَطرَبُ أَشِعَّةُ الشَمسِ بِأَلحانِها علَيْها ، تَخطُو نَحوَ تِلكَ التِلالِ لِتَنعَمَ بِمَا أَجادَت بِهِ ظَفارُ مِن كُنوزِ الطّبِيعَةِ، وتَتناغَمُ مَعَ أَصواتِ مُلّاكِها المُتحَزِمِينَ بِفَخرٍ بِلِباسِ أَبائِهِم وأَجدادِهِم وبِفُنُونِهِم المُتوارَثَةِ جِيلاً بَعدَ جِيل وأَحياناً تَكُونُ خَطلَةُ الإبلِ إلىَ وادي عربوت والجِبالِ المُحِيطَةِ بِهِ، أَيَّاماً ولَيالِيَ تَتخَلَّلُها جَلساتُ السَّمَرِ وأَحادِيثُ تُخَفِّفُ عَنهُم مَشَقَّةَ الطّرِيقِ إلىَ مُبتَغاهُم المَنشُودِ بِهِمّةٍ وعَزِيمَةٍ تَتَقاسَمُهُم فِيهَا تِلكَ الجِبال فهَذا يَشدُو بِلَحنِ النَانا وذَاكَ تَصْدَحُ حَنجَرَتُهُ بِفَنِ الدبرارات لِيُحَدِّثُونا عَن مَدَى تَجانُسِهِم مَعَ تِلكَ المَكنُوناتِ الرَّبّانِيّةِ والهِباتِ التِي أَهْدَتها ظَفارُ إِلَيهِم إِكراماً لَهُم حِينَ اِمتزَجَت أَرواحُهُم بِثَراهَا وبِمُنادَةِ أَصحابِ الإبلِ إلىَ قَطِيعِهِم يَتفَرَّقُ ذَلِكَ القَطِيعُ ويَسِيرُ علَى الأرضِ إلىَ مَنازِلِهَا أرتالاً مُنتَظِمةً كأَنَّ أَسنَامَها مُحَمَّلَةٌ بِأَعلامِ الفَخْرِ، فَقَد أَحَبَّ العرَبيُّ قَدِيماً جَمَلَهُ حتىَ أَنزَلَهُ مِن نَفسِهِ مَنزِلَةَ الصّاحِبِ الأَساسِ فِي حَياتِهِ، هُنا تَنتَهِي قِصّةُ خَطلَةِ الابلِ فِي وادِي عربوت خطلة الإبل في وادي عربوت كتابة النص مسلم سعيد سهيل جعبوب التعليق الصوتي فيصل سالم عامر المعشني الترجمة علي سهيل سالم المعشني ( بو زايد) حسن محمد حسن الكثيري مسعود محمد حسن الكثيري التصوير محمد سالم محاد المعشني علي سالم سعيد انشرات تبوك عبدالله أحمد سهيل المعشني التنسيق والمتابعة سعيد أحمد سعيد انشرات تبوك عامر سالم سعيد انشرات تبوك عامر سالم محاد صلبيب تبوك محمد سالم محاد المعشني الإشراف العام سعيد أحمد سعيد انشرات تبوك مونتاج عبدالله أحمد سهيل المعشني ساعد في الإخراج محمد سالم محاد المعشني إخراج عبدالله أحمد سهيل المعشني تويتر https://twitter.com/AAlmashnai نستجرام https://www.instagram.com/abdullah.almashni/

Category

Show more

Comments - 554